بَحَثّ هّذِهِ آلَمَدٌوٍنهٍ آلآِلَكَتَرٍوٍنّيِهٍ ..

حِجَةٍ آلَوٍدَآعع ~



حجة الوادع

في اليوم العاشر من الهجرة أعلن النبي صلى الله عليه وسلم قصده الحج
فسارع المسلمون لتلبية أمره رضوان الله عليه
وقدم من المدينة بشر كثير يريدون الحج
حتى بلغ عددهم أكثر من مائة ألف

مضى نبينا صلى الله عليه وسلم بتلك الجموع يعلمهم مناسك الحج
وهو يقول(خذوا عني مناسككم , لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا) رواه النسائي

وفي يوم عرفة (التاسع من شهر ذي الحجة) ألقى النبي المصطفى

خطبته البليغة على جموع المسلمين
وبين فيها أحكام الإسلام ومبادئه
وبعد أن فرغ نبينا صلى الله عليه وسلم من الخطبة

أنزل الله قوله تعالى
(اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا)

وكان ذلك بيانا بتمام رسالة نبينا صلى الله وسلم وإكمال الله لدينه

عاد نبينا صلى الله عليه وسلم إلى المدينة
وأمر بتجهيز جيش كبير للجهاد في بلاد الشام
وجعل قيادته لأسامة بن زيد رضي الله عنه

وها نحن نصل إلى الأيام الأخيرة من حياة أفضل الخلق أجمعين
فهو كسائر البشر له أجل مسمى يموت فيه

وقد كان السم الذي وضع للنبي صلى الله عليه وسلم
في الطعام الذي أكله بخيبر السبب

الذي قدره سبحانه وتعالى لموته

وقد ألم المرض بالرسول صلى الله عليه وسلم
فاشتكى بعد عودته من حجة الوادع

بحوالي ثلاثة أشهر وكان بدء شكواه
في بيت أم المؤمنين زوجته ميمونة

وقد طلب من زوجاته أن يمرض في بيت عائشة أم المؤمنين
وأخذ المرض يشتد عليه يوما بعد يوم

ولما عجز عن إمامة الناس في الصلاة
أمر أبا بكر رضي الله عنه أن يصلي بالناس
واستغرق مرضه عشرة أيام

وفي ضحى يوم الاثنين (12 ) من شهر ربيع الأول
انتقل صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى

وكان آخر ما نطق به الوصية بالصلاة وما ملكت أيمانكم
بعد أن أكمل الله تعالى به الدين
أتم النعمة على المؤمنين

وبذلك فقد المسلمون ولد سيد آدم وأعظم الدعاة
وأعظم المربين وأعظم القادة الذي بلغ

الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده
ونشر دعوة التوحيد وأزال

مظاهر الشرك والوثنية وترك أمته على المحجة البيضاء
ليلها كنهارها وترك فيهم


أمرين ما إن اتبعوهما لا يضلوا بعدهما أبدا كتاب الله وسنة رسوله


صلى الله عليه وسلم حزن الصحابة حزنا عظيما
وحينما أشيع خبر وفاة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

اضطراب الناس بين مصدق ومكذ ب فخرج
أبوبكر رضي الله عنه وخطب فيهم مذكرا إياهم

( أيها الناس:من كان يعبد محمدا فإن محمدا
قد مات ومن يعبد الله فإن الله حي لا يموت )


ثم تلا قوله تعالى ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل
أفإين مات أوقتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه
فلن يضر الله شيئا وسيجزى الله الشاكرين 
)

فكان كلامه رضي الله عنه سببا في هدوء الناس
الذين حزنوا حزا شديدا على فقدهم نبينا
صلى الله عليه وسلم

وبعد غسل نبينا صلى الله عليه وسلم وكفن وصلى عليه
المسلمون جماعة تلو الأخرى ولما اكتملت صلاتهم

دفن صلى الله عليه وسلم في المكان الذي توفي فيه
في بيت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها

صلى الله على النبي المختار الأمين الماحي الصادق الصدوق


اللهم اكتبي الشفاعة ولكل من قرأ الموضوع